Admin Admin
المساهمات : 107 تاريخ التسجيل : 05/02/2012
| موضوع: ..الغربه ... الثلاثاء فبراير 07, 2012 1:54 pm | |
| فرشتُ فوقَ ثراكِ الطاهـرِ الـهدبا فيا دمشـقُ... لماذا نبـدأ العتبـا؟
حبيبتي أنـتِ... فاستلقي كأغنيـةٍ على ذراعي، ولا تستوضحي السببا
أنتِ النساءُ جميعاً.. ما من امــرأةٍ أحببتُ بعـدك..ِ إلا خلتُها كـذبا
يا شامُ، إنَّ راحي لا ضفـافَ لـها فمسّحي عن جبيني الحـتزنَ والتعبا
وأرجعيني إلى أســوارِ مدرسـتي وأرجعيني الحبـرَ والطبشورَ والكتبا
تلكَ الزواريبُ كم كنزٍ طمـرتُ بها وكم تركتُ عليهـا ذكرياتِ صـبا
وكم رسمتُ على جدرانِهـا صـوراً وكم كسرتُ على أدراجـها لُعبـا
أتيتُ من رحـمِ الأحزانِ... يا وطني أقبّــلُ الأرضَ والأبـوابَ والشُّهبا
حبّي هـنـا.. وحبيباتي ولدنَ هـنا فمـن يعيــدُ ليَ العمرَ الذي ذهبا؟
أنا قبيلــةُ عشّـاقٍ بكامـلـها ومن دموعي سقيتُ البحرَ والسّحُبا
فكـلُّ صفصافـةٍ حّولتُهـا امرأةً و كلُّ مئذنـةٍ رصّـعتُهـا ذهـبا
هـذي البساتـينُ كانت بينَ أمتعتي لما ارتحلـتُ عـن الفيحـاءِ مغتربا
فلا قميصَ مــن القمصانِ ألبسـهُ إلا وجـدتُ على خيطـانـهِ عنبا
كم مبحرٍ.. وهمـومُ البــرِّ تسكنهُ وهاربٍ من قضاءِ الحبِّ ما هــربا
يا شـامُ، أيـنَ همـا عـينا معاويةٍ وأيـنَ من زحمـوا بالمنكـبِ الشُّهبا
فلا خيــولُ بني حمـدانَ راقصـةٌ زُهــواً... ولا المتنبّي مالئٌ حَـلبا
وقبـرُ خالدَ في حـمصٍ نلامســهُ فيرجفُ القبـــرُ من زوّارهِ غـضبا
يا رُبَّ حـيٍّ.. رخـامُ القبرِ مسكنـهُ ورُبَّ ميّتٍ.. على أقـدامـهِ انتصـبا
يا ابنَ الوليـدِ.. ألا سيـفٌ تؤجّـرهُ؟ فكلُّ أسيافنا قد أصبحــت خشـبا
دمشـقُ، يا كنزَ أحلامي ومـروحتي أشكو العــروبةَ أم أشكو لكِ العربا؟
أدمـت سياطُ حزيـرانَ ظهورهـم فأدمنوها.. وباسوا كــفَّ من ضربا
وطالعوا كتبَ التاريـــخِ.. واقتنعوا متى البنادقُ كانت تسكنُ الكتبـــا؟
سقـوا فلسطـينَ أحلامـاً ملوّنــةً وأطعمـــوها سخيفَ القولِ والخطبا
وخلّفوا القـــدسَ فوقَ الوحلِ عاريةً تبيحُ عــــزّةَ نهديها لمـن رغِبـا..
هل مـــن فلسطينَ مكتوبٌ يطمئنني عمّــــن كتبتُ إليهِ.. وهوَ ما كتبا؟
وعن بساتينَ ليمــونٍ، وعن حلــمٍ يزدادُ عنّي ابتعاداً.. كــــلّما اقتربا
أيا فلسطينُ.. من يهديـــكِ زنبقةً؟ ومــن يعيدُ لكِ البيتَ الذي خربا؟
شردتِ فوقَ رصيفِ الدمعِ باحثــةً عن الحنانِ، ولــكن ما وجدتِ أبا..
تلفّـتي... تجـــدينا في مَـباذلنا.. من يعبدُ الجنسَ، أو من يعبـدُ الذهبا
فواحـدٌ أعمـــتِ النُعمى بصيرتَهُ فللخنى والغـــواني كـلُّ ما وهبا
وواحدٌ ببحــارِ النفـطِ مغتسـلٌ قد ضاقَ بالخيشِ ثوباً فارتدى القصبا
وواحدٌ نرجسـيٌّ في سـريرتــهِ وواحـدٌ مـن دمِ الأحرارِ قد شربا
إن كانَ من ذبحـوا التاريخَ هم نسبي على العصـورِ.. فإنّي أرفضُ النسبا
يا شامُ، يا شامُ، ما في جعبتي طربٌ أستغفرُ الشـعرَ أن يستجديَ الطربا
ماذا سأقـرأُ مـن شعري ومن أدبي؟ حـوافرُ الخيلِ داسـت عندنا الأدبا
وحـاصرتنا.. وآذتنـا.. فلا قلـمٌ قـالَ الحقيقةَ إلا اغتيـلَ أو صُـلبا
يا من يعاتبُ مذبوحــاً على دمـهِ ونزفِ شريانهِ، ما أسهــلَ العـتبا
من جـرّبَ الكيَّ لا ينسـى مواجعهُ ومن رأى السمَّ لا يشقى كمـن شربا
حبــلُ الفجيعةِ ملتفٌّ عـلى عنقي من ذا يعــاتبُ مشنوقاً إذا اضطربا؟
الشعـرُ ليـسَ حمامـاتٍ نـطيّرها نحوَ السمـاءِ، ولا ناياً.. وريحَ صَبا
لكنّهُ غضـبٌ طـالت أظـافـرهُ ما أجبنَ الشعرَ إن لم يركبِ الغضبا
1 2
3 4
5 6
7 8
9 10
11 12
13 14
15 16
17 18
19 20
21 22
23 24
25 26
27 28
29 30
31 32
33 34
35 36
37 38
39 40
41 42
43 44
45 46
47 48
49 50
51 52
53 54
55 56
57 58
59 60
61 62
63 64
65 66
67 68
69 70
71 72
73 74
75 76
77 78
79 80
81 82 فرشتُ فوقَ ثراكِ الطاهرِ الهدبا فيا دمشقُ... لماذا نبدأ العتبا؟
حبيبتي أنتِ... فاستلقي كأغنيةٍ على ذراعي، ولا تستوضحي السببا
أنتِ النساءُ جميعاً.. ما من امرأةٍ أحببتُ بعدك..ِ إلا خلتُها كذبا
يا شامُ، إنَّ راحي لا ضفافَ لها فمسّحي عن جبيني الحتزنَ والتعبا
وأرجعيني إلى أسوارِ مدرستي وأرجعيني الحبرَ والطبشورَ والكتبا
تلكَ الزواريبُ كم كنزٍ طمرتُ بها وكم تركتُ عليها ذكرياتِ صبا
وكم رسمتُ على جدرانِها صوراً وكم كسرتُ على أدراجها لُعبا
أتيتُ من رحمِ الأحزانِ... يا وطني أقبّلُ الأرضَ والأبوابَ والشُّهبا
حبّي هنا.. وحبيباتي ولدنَ هنا فمن يعيدُ ليَ العمرَ الذي ذهبا؟
أنا قبيلةُ عشّاقٍ بكاملها ومن دموعي سقيتُ البحرَ والسّحُبا
فكلُّ صفصافةٍ حّولتُها امرأةً و كلُّ مئذنةٍ رصّعتُها ذهبا
هذي البساتينُ كانت بينَ أمتعتي لما ارتحلتُ عن الفيحاءِ مغتربا
فلا قميصَ من القمصانِ ألبسهُ إلا وجدتُ على خيطانهِ عنبا
كم مبحرٍ.. وهمومُ البرِّ تسكنهُ وهاربٍ من قضاءِ الحبِّ ما هربا
يا شامُ، أينَ هما عينا معاويةٍ وأينَ من زحموا بالمنكبِ الشُّهبا
فلا خيولُ بني حمدانَ راقصةٌ زُهواً... ولا المتنبّي مالئٌ حَلبا
وقبرُ خالدَ في حمصٍ نلامسهُ فيرجفُ القبرُ من زوّارهِ غضبا
يا رُبَّ حيٍّ.. رخامُ القبرِ مسكنهُ ورُبَّ ميّتٍ.. على أقدامهِ انتصبا
يا ابنَ الوليدِ.. ألا سيفٌ تؤجّرهُ؟ فكلُّ أسيافنا قد أصبحت خشبا
دمشقُ، يا كنزَ أحلامي ومروحتي أشكو العروبةَ أم أشكو لكِ العربا؟
أدمت سياطُ حزيرانَ ظهورهم فأدمنوها.. وباسوا كفَّ من ضربا
وطالعوا كتبَ التاريخِ.. واقتنعوا متى البنادقُ كانت تسكنُ الكتبا؟
سقوا فلسطينَ أحلاماً ملوّنةً وأطعموها سخيفَ القولِ والخطبا
وخلّفوا القدسَ فوقَ الوحلِ عاريةً تبيحُ عزّةَ نهديها لمن رغِبا..
هل من فلسطينَ مكتوبٌ يطمئنني عمّن كتبتُ إليهِ.. وهوَ ما كتبا؟
وعن بساتينَ ليمونٍ، وعن حلمٍ يزدادُ عنّي ابتعاداً.. كلّما اقتربا
أيا فلسطينُ.. من يهديكِ زنبقةً؟ ومن يعيدُ لكِ البيتَ الذي خربا؟
شردتِ فوقَ رصيفِ الدمعِ باحثةً عن الحنانِ، ولكن ما وجدتِ أبا..
تلفّتي... تجدينا في مَباذلنا.. من يعبدُ الجنسَ، أو من يعبدُ الذهبا
فواحدٌ أعمتِ النُعمى بصيرتَهُ فللخنى والغواني كلُّ ما وهبا
وواحدٌ ببحارِ النفطِ مغتسلٌ قد ضاقَ بالخيشِ ثوباً فارتدى القصبا
وواحدٌ نرجسيٌّ في سريرتهِ وواحدٌ من دمِ الأحرارِ قد شربا
إن كانَ من ذبحوا التاريخَ هم نسبي على العصورِ.. فإنّي أرفضُ النسبا
يا شامُ، يا شامُ، ما في جعبتي طربٌ أستغفرُ الشعرَ أن يستجديَ الطربا
ماذا سأقرأُ من شعري ومن أدبي؟ حوافرُ الخيلِ داست عندنا الأدبا
وحاصرتنا.. وآذتنا.. فلا قلمٌ قالَ الحقيقةَ إلا اغتيلَ أو صُلبا
يا من يعاتبُ مذبوحاً على دمهِ ونزفِ شريانهِ، ما أسهلَ العتبا
من جرّبَ الكيَّ لا ينسى مواجعهُ ومن رأى السمَّ لا يشقى كمن شربا
حبلُ الفجيعةِ ملتفٌّ على عنقي من ذا يعاتبُ مشنوقاً إذا اضطربا؟
الشعرُ ليسَ حماماتٍ نطيّرها نحوَ السماءِ، ولا ناياً.. وريحَ صَبا
لكنّهُ غضبٌ طالت أظافرهُ ما أجبنَ الشعرَ إن لم يركبِ الغضبا نزارقباني ..
| |
|